وكالة يا عرب للأنباء
استهجنت حركة حماس التصريحات التي أدلى بها اللواء شوقي الشاذلي وكيل سجون المنطقة المركزية التي قال فيها إن حركة حماس شاركت في فتح السجون وإخراج المعتقلين, مؤكدا أنها تصريحات عارية عن الصحة تماما, ومتناقضة في تفاصيلها ومضمونها.
أبو زهري الناطق الرسمي باسم حركة حماس روى لوكالة يا عرب مسار أيمن نوفل أحد أبرز قادة الحركة والذي كان أسيرا في السجون المصرية قبل الثورة, نافيا أن يكون وصل إلى بيته بالطريقة التي حدث بها اللواء شوقي الشاذلي.
أبو زهري أكد أن مجموعة تعدداها سبعة أفراد من أبناء حركة حماس كانت أسيرة داخل السجون المصرية قد خرجت ليلة اقتحام السجون وتوجهت إلى غزة, وتم إيقاف المجموعة عند أول حاجز عسكري فاصل بين سيناء وما قبلها, وعلى الفور تم إعادة المجموعة إلى السجون وهناك جرى التحقيق معها بالكامل وتبين للمحققين أنه لا أسباب منطقية تدعو لإبقاء هؤلاء في السجن وأنه تم حجز هؤلاء ظلما, وعلى الفور – والكلام لأبو زهري – تم اتخاذ التدابير اللازمة من قبل القادة الأمنيين والذي أخذوا قرارا بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين تدريجيا.
وأردف أبو زهري أنه ونظرا لعدم إمكانية إخراج هؤلاء دفعة واحدة فقد تم إخراجهم واحد تلو الأخر وبشكل تدريجي خلال أسبوعين, ولكنه شكل رسمي, دون أن يوضح الجهات التي أعطت أمر الإفراج ولا آلية دخول هؤلاء لغزة إن كان عبر الأنفاق أو عبر المعابر الرسمية.
وأكد أبو زهري أن الوحيد الذي لم يتم القاء القبض عليه من قادة حماس هو "أيمن نوفل" والذي أكد أنه قضى ثلاثة أيام في طريقه للوصول إلى غزة بعد عدة تنقلات من مكان إلى أخر.
وتساءل أبو زهري أنه إن كان هؤلاء المفرج عنهم مذنبون فلماذا أفرج عنهم الجيش المصري, مردفا أن الجيش المصري تأكد له بشكل قطعي براءة هؤلاء وأنه لو كان هناك قوة منظمة للإفراج عن المعتقلين "ظلما" لما تم القبض عليهم مجددا في أول حواجز سيناء وإعادتهم إلى السجون.
وطالب أبو زهري اللواء الشاذلي بمراجعة تحقيقات النيابة مع اللواء الأسبق وزير الداخلية حبيب العادلي والتي أقر فيها العادلي أن مسئولا في الحزب الوطني الحاكم آنذاك اتصل به هاتفيا وطلب منه فتح السجون, بهدف خلق حالة من الرعب والهلع في صفوف المواطنين المصريين, مؤكدا أن هذه هي الطريقة التي خرج بها أبناء حركته وليس سواها.
وسخر أبو زهري من الأدلة المقدمة التي تبرهن أن حماس من فتحت السجون, قائلا "إن الذي يتخذ من اللباس واللهجة دليلا على اتهام الحركة فهو يفتقر للمهنية" فاللهجة ليست دليلا وحماس لا تملك لهجة خاصة تميزها عن الفلسطينيين أو المصرين, موضحا أنه من غير اللائق بمسئول في مقام اللواء الشاذلي أن يتكلم بمثل هذا المنطق.
ودعا أبو زهري القيادة المصرية لبدأ تحقيق فوري مع الشاذلي إن صحت اتهاماته للحركة ولحماس, فموقعه ومنصبه ومسئوليته تتطلبان منه أن يحافظ على السجون والمساجين, وإن كان بدر منه غير ما أوكل إليه فهذا تقصير وإهمال ويجب على الفور أن يضع تحت المسئولية, فتصريحات الشاذلي أدعى لمحاكمته لا لعفوه من المسئولية, وهو – أي الشاذلي – أخر من يجب أن يسمح له بالحديث على الإعلام عن هذه القضية كونه مقصر.
أبو زهري نفي أن يكون هناك علاقة بين تصريحات الشاذلي الأخيرة حول علاقة حماس باقتحام السجون ومنع قادة حماس "صلاح البردويل" و"الأشقر" من دخول مصر, مؤكدا أن ما حدث مجرد خط فني إداري, وموضحا أن حركته لا تربط بين الاشاعات التي يروج لها الإعلام المصري وبين الحقائق التي تحدث على معبر رفح.
واتهم أبو زهري الشاذلي بالمشاركة في الحملة "الشعواء" التي تستهدف المقاومة, مؤكدا أنها حملة مستمرة منذ الأزل غير أنها لم تؤثر ولن تؤثر على أداء المقاومة الفلسطينية, وموضحا أن هناك "مطبخ سياسي" يقود حملات متعدد أبرزها إنهاء قوة المقاومة المتمثلة في حركة حماس, هذا المطبخ – والكلام لأبو زهري – يستنطق أي شخصية يمكن أن تفيد لهدم الحركة.
وأردف الناطق باسم حماس أن ما حدث أيضا مع اللواء الشاذلي هو استنطاق له, لأجل المساهمة في هدم كيان فلسطين المقاوم وحرمان الشعب الفلسطيني من حب وتعاطف الشعب المصري معه.
أبو زهري أكد أن حركة حماس تواصلت واتصلت مع القاهرة مطالبة إياها بإجراء تحقيق جاد مع وسائل الإعلام "المغرضة" ومع الشخصيات التي تستنطق لكي تهين وتؤذي الحركة والشعب المصري, والتي لا تسند في كل ما تثيره إلى معلومات حقيقة.
ودعا أبو زهري القيادة المصرية إلى أخذ تدابير جدية لوقف استهداف المقاومة الفلسطينية بهذه الفتن والبلبلات, مستندا إلى حديث الشاذلي الذي قال فيه إن أيمن نوفل وصل إلى غزة قبل أن يصل هو إلى منزله, وفي ذات الحوار قال الشاذلي أن أيمن نوفل هرب إلى أسيوط ثم إلى أسوان ومنها إلى السودان, ثم منها إلى خارج الحدود.
وتساءل أبو زهري "ما علاقة السودان بغزة؟ وكيف يمكن أن يخرج شخص من القاهرة إلى السودان ثم يعود لغزة في ساعات؟" متهما الشاذلي بإلقاء تصريحات لا علاقة لها بالجغرافيا ولا بالمنطق ,ومعتبرا أن كل ما قاله الشاذلي فبركات ليس أكثر.
الجدير بالذكر أن قطاع غزة جغرافيا وتاريخيا يعتبر نفسه جزء أصيل من الشعب المصري, وقد ظلت الحكومات المصرية المتعاقبة على مدار التاريخ تضع غزة تحت حمايتها بل وفلسطين أجمع, ولكن الشارع الفلسطيني المؤكد على تلك الحقائق يستهجن هذه الأيام الأيادي الخفية التي تتلاعب بمستقبل الشعبين وارتباطهما التاريخي ببعضهما, ويطالب المخابرات المصرية والجهات الرسمية العليا بالخروج والإفصاح عن الحقائق لئلا تلوث علاقة امتدت منذ بداية التاريخ بين هذا الشعبين.
المصدر وكالة يا عرب للانباء
http://goo.gl/wfjZv